بينما يعتقد المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أن بطولة كأس العالم بدونه لا تستحق المشاهدة أو المتابعة، أكدت التصفيات التي جرت على مدار العامين الماضيين أن كأس العالم 2014 بالبرازيل ستكون البطولة المتكاملة التي انتظرها ''بلد كرة القدم'' وأن جميع المنتخبات العملاقة ستكون حاضرة في هذه النهائيات.
ولم يجد إبراهيموفيتش ما يقوله عقب سقوطه مع المنتخب السويدي أمام نظيره البرتغالي في الملحق الأوروبي بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2014 إلا أن يقول إن كأس العالم بدونه تصبح بطولة لا تستحق المشاهدة.
القوى الكروية الكبرى حاضرة
وحجزت جميع القوى الكروية الكبيرة في العالم مكانها في نهائيات المونديال البرازيلي وكان آخرها وصولا هو منتخب أوروجواي الذي تعادل سلبيا مع ضيفه الأردني مساء أمس الأربعاء (صباح اليوم الخميس بتوقيت جرينتش) في إياب الدور الفاصل بينهما على بطاقة التأهل بعدما حسم المواجهة تماما في مباراة الذهاب بالفوز 5/صفر في العاصمة الأردنية عمان.
ومع نجاح المنتخب الفرنسي أمس الأول الثلاثاء في قلب الطاولة على نظيره الأوكراني وحجز بطاقة التأهل الأخيرة من القارة الأوروبية إلى النهائيات، اكتمل عقد الأبطال السابقين لبطولات كأس العالم حيث تأهلت للنهائيات جميع المنتخبات الثمانية التي سبق لها الفوز باللقب العالمي.
وحصدت منتخبات البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا جميع ألقاب كأس العالم في 19 نسخة أقيمت حتى الآن في تاريخ البطولة كما أنها تبدو المنتخبات الأبرز في عالم كرة القدم وتعتبر دائما القوى الكلاسيكية الكروية في العالم.
كما انتزع المنتخب المكسيكي بطاقة التأهل للنهائيات عبر دور فاصل آخر فاز فيه على المنتخب النيوزيلندي 5/1 ذهابا و4/2 إيابا ليمحو بهذا المستوى المهتز الذي ظهر عليه في تصفيات اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) والتي احتل فيها المركز الرابع ليضطر إلى خوض الدور الفاصل أمام نيوزيلندا بطل اتحاد أوقيانوسية.
وكادت مسيرة الفريق في تصفيات اتحاد كونكاكاف تطيح به خارج المونديال البرازيلي كما تناوب على تدريب الفريق أربعة مدربين في غضون أقل من شهرين.
واحتاج المنتخب البرتغالي أيضا إلى خوض الملحق الأوروبي لحجز بطاقته إلى النهائيات على حساب السويد. ولكن، بمجرد تأهل الفريق للمونديال، أصبح مرشحا للمنافسة على اللقب بقيادة نجمه الشهير كريستيانو رونالدو الذي يبدو الآن في أفضل حالاته على مدار مسيرته الكروية الرائعة.
ولا يمكن نسيان المنتخب الهولندي بالتأكيد والذي يبقى دائما ضمن المرشحين بقوة للفوز باللقب العالمي رغم إخفاقه في الفوز بالبطولة ثلاث مرات وصل فيها للنهائي وكان آخرها في البطولة الماضية عام 2010 بجنوب أفريقيا عندما سقط بهدف نظيف أمام المنتخب الإسباني.
ويأمل الفريق بقيادة مديره الفني الحالي لويس فان جال ومن خلال مجموعة متميزة من اللاعبين مثل آريين روبن وروبن فان بيرسي في التخلص أخيرا من لعنة النهائي والصعود في منتصف العام المقبل إلى منصة التتويج.
الماتدور الإسباني
ورغم هذا ، يظل المنتخب الإسباني بقيادة النجمين تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا ونظيره الألماني بقيادة اللاعب الموهوب مسعود أوزيل هما أقوى المرشحين للفوز باللقب العالمي الأول لأوروبا على أرض أمريكية حيث كانت جميع الألقاب في بطولات العالم التي أقيمت بالأمريكتين وآسيا من نصيب منتخبات أمريكا الجنوبية بينما فازت منتخبات أوروبا بألقاب جميع بطولات كأس العالم التي أقيمت في أوروبا وأفريقيا.
ويحلم المنتخب الإسباني في مواصلة إنجازاته والفوز بلقبه الرابع على التوالي في البطولات الكبيرة حيث توج في السنوات الخمس الماضية بلقب بطولتي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) و(يورو 2012) ولقب كأس العالم 2010 وإذا دافع الفريق عن لقبه العالمي في الموسم المقبل سيحقق إنجازا غير مسبقوق فلم يجمع أي فريق من قبل أربعة ألقاب متتالية في البطولتين الكبيرتين.
ولكن مهمة المنتخب الإسباني لن تكون سهلة في المونديال الذي يقام بعد عام من خسارته صفر/3 أمام نظيره البرازيلي في نهائي كأس القارات.
أفريقيا والمونديال
وتشارك القارة الأفريقية في المونديال المقبل بقائمة من الفرق القوية هي المنتخبات الخمسة التي وصلت منها عبر التصفيات إلى نهائيات كأس العالم المضية 2010 بجنوب أفريقيا.
وانضم المنتخب الجزائري العنيد إلى قافلة المتأهلين بفوز صعب على ضيفه منتخب بوركينا فاسو.
وسبقته إلى النهائيات منتخبات الكاميرون بقيادة المهاجم الخطير صامويل إيتو وغانا بقيادة اللاعب مايكل إيسيان ونيجيريا بقيادة المتألق جون ميكيل أوبي وكوت ديفوار بقيادة المهاجم المخضرم ديدييه دروجبا.
وتشارك آسيا في هذه البطولة بأربعة منتخبات هي اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران.
بينما يمثل قارة أمريكا الجنوبية في هذا المونديال البرازيلي منتخبات الأرجنتين بقيادة النجم الخطير ليونيل ميسي وكولومبيا بقيادة المهاجم راداميل فالكاو جارسيا وتشيلي بقيادة أليكسيس سانشيز مهاجم برشلونة الأسباني والإكوادور بقيادة لويس أنطونيو فالنسيا لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وينضم إليهم من هذه القارة أيضا المنتخب البرازيلي المضيف بقيادة المهاجم الخطير نيمار دا سيلفا ومنتخب أوروجواي صاحب المركز الرابع في مونديال 2010 والفائز بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2011) بالأرجنتين.
ومن المؤكد أن غياب إبراهيموفيتش سيكون خسارة كبيرة للمونديال البرازيلي ولكن الحقيقة أن البطولة ستشهد مشاركة العديد من النجوم البارزين مثل ميسي ونيمار ورونالدو وكريم بنزيمة وتشافي وإنييستا وفالكاو والأوروجوياني لويس سواريز ومواطنه إدينسون كافاني.
ميسي يقلق البرازيليين
والحقيقة أن ميسي هو أكثر من يثير القلق والمخاوف في نفوس البرازيليين لأن البطولة ستكون الأهم بالنسبة لهذا النجم المتألق الذي يحلم بإحراز اللقب العالمي الذي يجعل منه أسطورة حقيقية ربما تتفوق على البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييجو مارادونا أفضل لاعبين في التاريخ حتى الآن.
وإذا فشل المنتخب البرازيلي في الفوز بهذا اللقب على ارضه سيعيد إلى الأذهان الذكريات الأليمة لهزيمته أمام منتخب أوروجواي على استاد ''ماراكانا'' في المباراة الختامية لمونديال 1950 بالبرازيل.
ولكن لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي يتمسك بالتفاؤل والثقة في قدرة الفريق على الفوز باللقب العالمي السادس مثلما فعل منتخب السامبا تحت قيادته أيضا عندما فاز باللقب الخامس في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان .